الدكتور محمد عمران يكتب :«المحطة اللي جاية»

 نحو نظام مروري يُعيد الانضباط للشارع المصري

في الماضي غير البعيد، كان نظام النقل العام -بما فيه الأتوبيسات والميكروباصات التابعة لهيئة النقل العام، باستثناء الأتوبيس المكيف- يتميز بالالتزام التام بالمحطات المحددة للصعود والنزول. كان سائقو هيئة النقل العام معروفين بالتزامهم بالمسارات والطرق والمحطات المحددة، مما يضمن تدفقًا مروريًا منظمًا.

أما اليوم، حدث ولا حرج فقد تبدل الحال ١٨٠ درجة .

تحولت شوارعنا إلى ساحة سباق وفوضى عارمة بين مختلف وسائل النقل: التوك توك، الميكروباص، والأتوبيس والملاكي وسيارات النقل . أصبح عدم الالتزام بقواعد وقوانين المرور مظهر من مظاهر الفخر واصبحت ظاهرة منتشرة نفتخر بها كبارا وصغارا ؛ فالمركبات تتوقف في أي مكان، سواء في مطلع كوبري أو نهايته، أو حتى في منتصف الشارع أو بجانب الرصيف بدون استخدام وسائل التنبية (مثلث) ، دون أي اعتبار لوجود محطات محددة أو الحفاظ على سلامة السيارات أو المارة. هذا المشهد العشوائي يعكس حالة من الانفلات الأخلاقي والمروري التي لم تعد تتحملها.

نحن اليوم نمتلك منظومة طرق وكباري رائعة لها ترتيب عالمي ، تُعد إنجازًا حضاريًا نفتخر به. ولكن هذه المنظومة تحتاج إلى ما يُكملها وهو إحترام قوانين وقواعد المرور برجاله . إن الانضباط المروري ليس مجرد رفاهية، بل هو ضرورة قصوى لسلامة المواطنين والممتلكات ، وتسهيل حياتهم اليومية، والحفاظ على وجه مصرنا الحضاري والسياحي .

كما نرجو من المحليات وهيئة الطرق والكباري وشركات الطرق المعنية سرعة تطوير وإصلاح الحفر والمطبات أولًا بأول. فصيانة الطرق لا تقل أهمية عن بناءها، وهي عنصر أساسي لضمان السيولة المرورية وتقليل الحوادث.

فلنتعاون جميعًا، أفرادًا ومؤسسات وجمعيات المجتمع المدني والمسجد والكنيسة ، لإعادة الانضباط لشوارعنا. إنها مسؤولية مشتركة تقع على عاتق أصحاب القرار في تفعيل القوانين وتطبيقها بحزم ، على كل مواطن أو ضيف في الالتزام بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى